مرض السكر Diabetes – أنواع مرض السكري

السكري

السكري (Diabetes) يشمل هذا المصطلح عددا من الاضطرابات التي تمتاز في وجود مشاكل في هرمون الأنسولين الذي ينتجه البنكرياس بالوضع الطبيعي لمساعدة الجسم استخدام السكر والدهون وتخزين بعضها. أما مرض السكري فيصيب الإنسان عند وجود مشاكل في انتاج هذا الهرمون ليرتفع مستوى السكر في الدم.

يشمل مصطلح مرض السكر (Diabetes) فى عملية هدم و بناء (الايض) (Metabolism) للكربوهيدرات عددا من الاضطرابات.

عملية الايض الطبيعية
الكربوهيدرات التي يحصل عليها الجسم من تناول الخبز، البطاطا، الأرز، الكعك وغيرها من أغذية عديدة أخرى، تتفكك وتتحلل بشكل تدريجي.

تبدأ عملية التفكك والتحلل هذه في المعدة، ثم تستمر في الإثني عشر (Duodenum) وفي الأمعاء الدقيقة.

تنتج عن عملية التفكك و التحل لهذه مجموعة من السكريات (كربوهيدرات– Carbohydrate) يتم امتصاصها في الدورة الدموية.

خلايا الإفراز الداخلي(Internal secretion) الموجودة في البنكرياس، والتي تسمى خلايا بيتا (Beta cells)، حساسة جدا لارتفاع مستوى السكر في الدم وتقوم بإفراز هُرمون الإنسولين (Insulin).

الأنسولين هو جسر أساسي لدخول جزيئات السكر، الجلوكوز، إلى داخل العضلات حيث يتم استعماله كمصدر للطاقة، وإلى أنسجة الدهن والكبد حيث يتم تخزينه. كما يصل الجلوكوز إلى الدماغ، أيضا، ولكن بدون مساعدة الأنسولين.

في البنكرياس نوع آخر من الخلايا هي خلايا ألفا (Alpha cells)، التي تُفرز هُرمونا إضافيا آخر يدعى الغلوكاغون(Glucagon). هذا الهرمون يسبب إخراج السكر من الكبد وينشّط عمل هُرمونات أخرى تعيق عمل الأنسولين.

الموازنة بين هذين الهرمونين(الأنسولين والغلوكاغون) تحافظ على ثبات مستوى الجلوكوز في الدم وتجنبه التغيرات الحادة.

أصحاب الوزن السليم الذين يُكثرون من النشاط البدني يحتاجون إلى كمية قليلة من الأنسولين لموازنة عمل الجلوكوز الواصل إلى الدم. وكلما كان الشخص أكثر سُمنة وأقلّ لياقة بدنية أصبح بحاجة إلى كمية أكبر من الأنسولين لمعالجة كمية مماثلة من الجلوكوز في الدم. هذه الحالة تدعىمقاومة الأنسولين“(Insulin resistance).

الاعراض
تختلف أعراض مرض السكري اعتمادًا على مقدار ارتفاع سكر الدم. بعض الأشخاص، خاصة المصابين بمقدمات داء السكري أو داء السكري من النوع الثاني، قد لا يعانون من الأعراض في البداية. في داء السكري من النوع الأول، تميل الأعراض إلى الظهور بسرعة وتكون أكثر حدة.

بعض علامات وأعراض داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني هي:

· زيادة العطش

· كثرة التبوُّل

· الجوع الشديد

· فُقدان الوَزن غير المُبرَّر

· وجود الكيتونات في البول(الكيتونات هي نتيجة ثانوية لانهيار العضلات والدهون التي تحدث عندما لا يكون هناك ما يكفي من الأنسولين المتاح)

· الإرهاق

· التهيُّج

· تَغَيُّم الرؤية

· القروح بطيئة الشفاء

· الالتهابات المتكررة، مثل الالتهابات الجلدية أو الالتهابات المهبلية

يمكن أن يتطور داء السكري من النوع الأول في أي عمر، على الرغم من ظهوره غالبًا أثناء الطفولة أو المراهقة. يمكن أن يتطور داء السكري من النوع الثاني، وهو النوع الأكثر شيوعًا، في أي عمر، على الرغم من أنه أكثر شيوعًا لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40عاما.

متى تزور الطبيب

· إذا شككت في أنك أو طفلك قد تُصابون بالسكري. اتصل بطبيبك، إذا ما لاحظت أيًّا من الأعراض المحتملة للسكري. كلما شُخصت الحالة مبكرًا، كان بدء العلاج أسرع.

· إذا شُخصتَ بالفعل كمريض للسكري. بعد تلقيك التشخيص، ستحتاج إلى متابعة طبية دقيقة حتى تنتظم مستويات السكر في دمك.

· أسباب الإصابة بالسكري

· عندما تصاب خلايا بيتا الموجودة في البنكرياس بالضرر، تقل كمية الإنسولين المفرزة بشكل تدريجي، وتستمر هذه العملية سنوات عديدة.

· إذا ما ترافقت هذه الحالة مع وجود “مقاومة الأنسولين”،فإن هذا المزيج من كمية أنسولين قليلة ومستوى فاعلية منخفض، يؤدي إلى انحراف عن المستوى السليم للجلوكوز (السكر) في الدم، وفي هذه الحالة يتم تعريف الشخص بأنه مصاب بمرض السكري (Diabetes).

· المعروف إن المستوى السليم للسكر في الدم بعد صوم ثماني ساعات يجبأن يكون أقلّ من 108 ملغم/ دل، بينما المستوى الحدودي هو 126 ملغم/ دل.

· أما إذا كان مستوى الجلوكوز في الدم لدى شخص ما 126 ملغم/ دل وما فوق، في فحصين أو أكثر، فعندئذ يتم تشخيص إصابة هذا الشخص بمرض السكري.

أنواع مرض السكري

تتمثل أنواع مرض السكري في:

1. السكري من النوع الأول

السكري من النوع الأول(السكري لدى الأطفال/ السكري لدى اليافعين – Juvenile Diabetes) هو مرض يقوم الجهاز المناعي خلاله بإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس، لأسباب غير معروفة ولم يتم تحديدها، حتى الآن.

عند الأولاد، تجري عملية الإتلاف هذه بسرعة وتستمر من بضعة أسابيع حتى بضع سنين، أما عند البالغين، فقد تستمر سنوات عديدة.

مرض السكري من النوع 1 قد يصيب الإنسان في أية مرحلة من العمر، لكنه يظهر، في الغالب، في سن الطفولة أو في سن المراهقة.

العديد من الأشخاص الذين يصابون بمرض السكري من النوع الأول (Diabetes type1) في سن متقدم، يتم تشخيص حالتهم، خطأ ،بأنها مرض السكري من النوع الثاني (Diabetes type 2).

2. السكري من النوع الثاني

السكري من النوع الثاني (أو: سكري النمط الثاني/ سكري البالغين) هو مرض يتم خلاله تدمير وإتلاف خلايا بيتا في البنكرياس لأسباب وراثية، على الأرجح، مدعومة بعوامل خارجية ،هذه العملية بطيئة جدا وتستمر عشرات السنين.

إن احتمال إصابة شخص يتمتع بوزن صحّي وبلياقة بدنية جيدة بمرض السكري ضئيل، حتى وإن كان لديه هبوط في إفراز الأنسولين.

أما احتمال إصابة شخص سمين لا يمارس نشاطا بدنيا بمرض السكري فهو احتمال كبير، نظرا لكونه أكثر عرضة للإصابة بـ “مقاومة الأنسولين” (Insulin resistance) وبالتالي بمرض السكري.

هو الأكثر شيوعا، يمكن أن يظهر في أي سن، اذ تشير الإحصائيات إلى إن عدد المصابين بمرض السكري النمط الثاني في العالم، سجل ارتفاعا كبيرا جدا خلال العقود الأخيرة، إذ وصل إلى نحو 150 مليون إنسان، ومن المتوقع أن يرتفع إلى 330 مليون مصاب بمرض السكري، حتى العام 2025. لكن لحسن الحظ يمكن الوقاية منه وتجنبه، غالبا.

3. سكري الحمل:
يتميز هذا النوع من السكري بارتفاع نسبة السكر في الدم عن المستويات الطبيعية حيث يظهر عادة في الثلث الثاني والأخير من الحمل، علما أن النساء المصابات بسكري الحمل أكثر تعرضاً لاحتمال حدوث مضاعفات الحمل والولادة، كما أنهن وأطفالهن أكثر تعرضاً لاحتمال الإصابة بداء السكري من النوع 2 في المستقبل.

ما هي المضاعفات الناتجة عن الإصابة بداء السكري ؟

إن السكري بنوعيه يمكن أن يتسبب في مضاعفات على مستوى مختلف أجهزة الجسم كما يمكن أنيزيد من خطر الوفاة المبكرة. من بين هذه المضاعفات المحتملة نجد:

· نوبة قلبية أو سكتة دماغية

· الفشل الكلوي

· يؤدي ضعف تدفق الدم والاعتلال العصبي (تلف الأعصاب) في القدمين، إلى زيادة احتمالية ظهور تقرحات في القدمين و العدوى وإلى ضرورة بتر الساقين في نهاية المطاف.

· تضرر شبكية العين حيث تعتبر من الأسباب الرئيسية المؤدية لفقدان البصر. ويحدث هذا بعد تضرر الأوعية الدموية للشبكية على المدى الطويل.

· بالنسبة للنساء الحوامل فإن عدم ضبط مستوى نسبة السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى وفاة الجنين بالاضافة الى مضاعفات أخرى.

ما هي الإجراءات الواجب اتخاذها للوقاية من داء السكري ؟

لحد الساعة لا توجد أية إجراءات وقائية لتفادي الإصابة بالسكري من النوع الأول .إلا أنه بالمقابل يمكن الوقاية من السكري من النوع الثاني ومضاعفاته أو تأخيره على الأقل وذلك باتباع بعض التدابير التي من شأنها تغيير نمط الحياة. ولهذه الغاية ينصح ب:

·     العمل على بلوغ الوزن الصحي والطبيعي والحفاظ عليه.

·     ممارسة نشاط بدني منتظم بوتيرة معتدلة على الأقل لمدة 30 دقيقة في اليوم .

·     اعتماد نمط غذائي صحي، متوازن ومتنوع مع تفادي الدهون المشبعة والسكريات.

·     تجنب التدخين لأن هذا الأخير يزيد من احتمال الإصابة بالسكري وأمراض القلب والشرايين.

بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من السكري فيجب عليهم كذلك اعتماد نظام غذائي صحي وممارسة نشاط بدني منتظم والإقلاع عن التدخين، لأن من شأن اتباع هذه الإجراءات غير الدوائية، تخفيض جرعات الدواء ومنع حدوث مضاعفات السكري.

على مستوى التغذية فإن تغيير السلوكيات الغذائية من شأنه أن يساعد على : التحكم أكثر في نسبة السكر في الدم، الحفاظ على الوزن الصحي والطبيعي، تحسين نسبة الدهون في الدم (الكولسترول)، التحكم في ضغط الدم، والتقليص من المضاعفات الخطيرة للسكري. ولأجل بلوغ هذه الغاية يتعين على مرضى السكري:

·    التحكم في مستوى ونوع الكربوهيدرات ووتيرة استهلاكها.

·     تناول الألياف الغذائية بكثرة لأنها تخفض من وتيرة امتصاص الكربوهيدرات.

·     تفضيل استهلاك الدهون الجيدة من أجل تحسين مستوى الدهون في الدم (الكولسترول) والوقاية من مضاعفاتها.

·      تجنب شرب الكحول.

·     تعديل نمط التغذية وفقا لوتيرة النشاط البدني.

على مستوى النشاط البدني، يجب ممارسة أي نشاط رياضي بوتيرة معتدلة على الأقل 30 دقيقة في اليوم، لأن من شأن ذلك أن يساعد على :

· تخفيض نسبة الجليكوز في الدم ،مما سيساعد الجسم على الاستعمال الجيد والفعال للأنسولين.

· تخفيض الضغط الدموي.

· بلوغ الوزن الصحي والطبيعي والحفاظ عليه.

· بالإضافة إلى كل ما سبق هنا كإجراءات أخرى يتعين على مريض السكري اتباعها، وهي على الشكل التالي 

· مراقبة نسبة السكر في الدم.

· مراقبة الضغط الدموي باستمرار.

· الكشف عن اعتلال الشبكية الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان البصر.

· مراقبة مستوى الدهون(الكولسترول) في الدم باستمرار.

الكشف عن العلامات الأولية للأمراض المرتبطة بالسكري و التي يمكن أن تصيب الكلي والعمل على علاجها.